الغيب لله وحده

الغيب لله وحده

----------

لقد بينا أن العلم هو دراسة تطور الأنظمة و البحث عن التوابث و المستقرات خلال هذا التطور .

و يعتقد الإنسان أن الظفر بهذه الثوابث و المستقرات يمكنه من معرفة الطبيعة و ضبطها ضبطا محكما فيستطيع بهذا أن يفهم الكون . 

و هو يسعى أيضا أن يدرك كيفية تطور الأنظمة ليتنبأ بمصيرها معتقدا أنه يستطيع بدلك الثأتير في تطور الأنظمة و التحكم فيها و السيطرة عليها ليصبح سيد الكون و مدبره .

ـــــــــــــــــ

هذا يتبادر إلى ذهن الكثيرين و لكن أين نحن من واقع الأمر ؟

فإذا أردنا أن نعلم شيئا عن تطور نظام ما يجب علينا أن نجد قانون حالة النظام و المعلوم أنه ليس ممكنا في جميع الظروف .

و صيغة هذا القانون تكون عادة في شكل معادلة تفاضلية أو تكاملية أو تفاضلية ـــ تكاملية تربط بعض عوامل النظام بالزمن و لا امكان لحل هذه المعادلة إلا إذا إستطعنا أن نقدر قيمة كل عوامل النظام و في وقت ما حاضرا كان أو ماضيا

و هذا ما لا يستطيع الإنسان إدراكه كما ينص عليه العلم المعاصر [ العوامل ] , فلنضرب أمثلة في العالم المجهري و في العالم الكوني .

ـــــــــــــ

يوجد مبدأ علمي ينطبق على كل الأنظمة المجهرية يطلق عليه إسم [ مبدأ غير الثبات لهايزنبارق ] و هو أننا لا نستطيع أن نعرف العوامل التي تضبط النظام في وقت ما بدون أن نسلم في الوقوع في الخطأ تقدر قيمته بكمية تسمى 

[ ثابتة بلانك ] و هذه الثابتة حقيرة بالنسبة للقياس الإنساني و لكنها هامة بالنسبة للقياس المجهري .

و هذا كاف كي نعتبر في النظام قوانين خارقة للأصول الأساسية للعلم و هو يفتح الباب و يبقيه مفتوحا مدة كافية كي نفترض إحتمال المداخلة الروحية في كل حالات النظام .

ــــــــــــــــــــــــــــ

و إدا كان الإنسان لا يستطيع إدراك قيمة العوامل المرتبطة بالنظام في وقت ما , لا يستطيع إذن حل معادلات قانون حالة النظام و لا يعرف إذن شيئا عن تطور النظام و لا عن مستقبله .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

و هكذا علم الغيب خارج عن نطاق إدراك الإنسان و إنما هو من مشمولات ذلك الذي يؤمن به العالم و يسلم له أنه الثابت الخالد المستقر أي الله الحي القيوم الذي ليس تحت حكم الزمن فلا يستطيع الإنسان أن يؤثر بتاتا في تطور نظام ما و التطور ليس بيده بما في ذلك تطوره هو [ هههه هذه قوية , تحكم في تطورك أولا ثم إنتقل للنظام ]

ـــــــــــــــــــــــــــــ

و بهذا نعتبر أن مشكلة القضاء و القدر قد إتضحت بفضل العلم الحديث و تبين لنا أنها 
نتيجة منطقية لا قضية غامضة ,
ـــــــــــــــــــــــــــــ
لله العلم , مدونة منبع المعرفة ©